المدة الزمنية 1:1

حديث : مَرَّ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بامرأةٍ تَبكي عِنْدَ قَبْرٍ

398 مشاهدة
0
9
تم نشره في 2022/07/06

وعن أنس - رضي الله عنه -، قَالَ : مَرَّ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بامرأةٍ تَبكي عِنْدَ قَبْرٍ، فَقَالَ : { اتّقِي الله واصْبِري } فَقَالَتْ : إِليْكَ عَنِّي ؛ فإِنَّكَ لم تُصَبْ بمُصِيبَتي وَلَمْ تَعرِفْهُ ، فَقيلَ لَهَا : إنَّه النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَأَتَتْ بَابَ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَلَمْ تَجِدْ عِنْدَهُ بَوَّابينَ ، فقالتْ : لَمْ أعْرِفكَ ، فَقَالَ : { إنَّمَا الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولى } مُتَّفَقٌ عَلَيهِ وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ أنَسَ بنَ مالِكٍ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّه لَمَّا مرَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على هذه المرأةِ ووجَدَها تَبْكي على القَبرِ لِفقْدِ أحدِ أحبَّائِها ، وفي روايةِ مُسلِمٍ : « تبكي على صبيٍّ لها » ؛ قال لها ناصحًا : « اتَّقِي اللهَ واصْبِري » ، أي : لا تَجزَعِي الجَزَعَ الذى يُحبِطُ الأجرَ ، واسْتشعِري الصَّبْرَ على المُصيبةِ بما وعَدَ اللهُ على ذلك ؛ ليحصُلَ لك الثَّوابُ ، وخافي غَضَبَ اللهِ إن لم تَصْبري ، فقالتِ المرأةُ : ابتَعِدْ عنِّي ؛ فإنَّك لمْ تُصَبْ بما أُصِبْتُ به ، فَجاوزَها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ومَضَى في طَريقِه ، فعرَّفَها رجُلٌ بأنَّ مَن مَرَّ بها ونصحها بتقوى اللهِ والصَّبرِ على المصيبةِ هو النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم! فقالت : إنها لم تكُنْ تَعرِفُ أنَّه رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؛ إذ لو عرفَتْه لم تكُنْ لتخاطِبَه بهذا الخِطابِ ، ثُمَّ جاءتْ إلى بَيتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، فلم تَجِدْ عليه بوَّابًا ، وكان صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أكثرَ النَّاسِ تَواضعًا ؛ لا يَقِفُ على بابِه بوَّابٌ ، أو حارسٌ ، أو حاجِبٌ يمنعُ النَّاسَ من الدُّخولِ عليه ، وفائِدةُ هذه الجُملةِ أنَّ المرأةَ لَمَّا استشعرت خوْفًا وهيبةً في نفسِها ، تصَوَّرت أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِثلُ الملوكِ له حاجِبٌ أو بوَّابٌ يمنعُ النَّاسَ مِن الوصولِ إليه ، فوجدت الأمرَ بخلافِ ما تصوَّرَتْه ، فلمَّا أتَتْهُ قالتْ له : واللهِ ما عرَفْتُك ، وكأنها تعتَذِرُ عن سوءِ قَولِها وسُوءِ رَدِّها عليه ، فأخبرها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ الصَّبرَ المحمودَ الذي يُؤجَرُ عليه الإنسانُ يكونُ عندَ صَدمةِ المُصيبةِ الأُولَى وبِدايتِها ؛ لأنَّه هو الذي يَشُقُّ ويَعظُمُ تَحمُّلُه ومُجاهدةُ النَّفْسِ عليه ، وأمَّا بعْدَ الصَّدمةِ الأُولى ومُرورِ الأيامِ فكلُّ أحدٍ يَصبِرُ ويَنسَى المُصيبةَ.

الفئة

عرض المزيد

تعليقات - 0