المدة الزمنية 5700

احراش الجحيم | اسباب هزيمة امريكا في حرب فيتنام

152 مشاهدة
0
5
تم نشره في 2023/02/16

مع اقتراب الذكرى الفعلية الخمسين لانتهاء الحرب الوحشية التي شنتها الولايات المتحدة في فيتنام لنحو 20 عاما، نستعرض سبع أسباب للهزيمة الأمريكية الكبرى في هذه الحرب. لم يهدد الفيتناميون الولايات المتحدة ولم يأتوا إليها من أقصى الشرق، بل هي من أتتهم من أقصى الغرب بقضها وقضيضها، متحججة بأنها تخشى من تفشي "عدوى الشيوعية". فسّر حينها العالم السياسي الأمريكي من أصول ألمانية، هانز مورغنثاو، الدوافع الأمريكية لتلك الحرب الهوجاء بأن واشنطن، أسيرة في حبائل منطق الحرب الباردة، وهي "تدخلت بشكل كبير" في فيتنام، على الرغم من أن "التهديد الشيوعي للمصالح الأمريكية من فيتنام بعيد في أسوأ الأحوال"، وعلى الرغم من أن "الحاجة إلى التدخل وفرص التدخل الناجح كانت محدودة أكثر بكثير مما كنا نعتقد". وهكذا في 15 يناير 1973، توقف الجيش الأمريكي وحلفاؤه عن القيام بعمليات قتالية في فيتنام. جاء ذلك بعد أربع سنوات من مفاوضات جرت في باريس، وتوصل أطراف الحرب إلى اتفاقات محددة. وبعد بضعة أيام، في 27 يناير، تم توقيع معاهدة سلام. وبحسب الاتفاقات التي تم التوصل إليها، تم جلاء القوات الأمريكية من فيتنام الجنوبية، بعد أن فقدت 58 ألف شخص قتلوا في تلك الحرب منذ عام 1965. دفعت الولايات المتحدة في تلك الحرب بأكثر من نصف مليون جندي، واستخدمت كل ما في ترسانتها من أسلحة رهيبة، لكنها أُنهكت ودفعت إلى لملمة فلولها ومغادرة فيتنام بلا رجعة. السبب الأول للهزيمة الأمريكية في الحرب الفيتنامية تعكسه تسمية أطلقها العسكريون الأمريكيون على تلك الحرب وهي "ملهى الأحراش الجهنمي". وعلى الرغم من التفوق الساحق في الأسلحة وفي عدد القوات الأمريكية التي بلغت 540 ألف شخص في عام 1968، إلا أنهم فشلوا في كسر إرادة الفيتناميين واخضاعهم. ولم تتمكن سياسة الأرض المحروقة التي أسقطت خلالها الطائرات الأمريكية 6.7 مليون طن من القنابل على فيتنام، من "إرجاع الفيتناميين إلى العصر الحجري"، فيما كانت خسائر الجيش الأمريكي وحلفائه تتزايد باستمرار. خلال تلك الحرب، فقد الأمريكيون 58000 شخص قتلوا في الأحراش، و2300 في عداد المفقودين، وأكثر من 150000 جريح، كما خسرت الولايات المتحدة 738 مليار دولار انفقتها على تلك الحرب الطويلة والضروس. يرجع السبب الثاني للهزيمة لتدني معنويات الجيش الأمريكي. كان التهرب من الخدمة العسكرية خلال حملة فيتنام ظاهرة واسعة الانتشار إلى حد ما في أمريكا. ويمكن في هذا السياق أن نتذكر الملاكم الأمريكي الشهير محمد علي كلاي، الذي رفض الخدمة في الجيش الأمريكي، وعوقب بتجريده من جميع الألقاب، وتم وقفه عن المشاركة في المسابقات لأكثر من ثلاث سنوات. وبعد الحرب، عرض الرئيس الامريكي جيرالد فورد في عام 1974 العفو على جميع المتهربين من التجنيد والفارين، حيث سلّم أكثر من 27 ألف شخص نفسه. في وقت لاحق، في عام 1977، أصدر الرئيس الأمريكي الجديد، جيمي كارتر، عفوا عن أولئك الذين فروا من الولايات المتحدة حتى لا يتم تجنيدهم. السبب الثالث يمكن تلخيصه في أن الحرب الفيتنامية عمليا كانت بين محترفين وهواة، فقد كان جنود وضباط الجيش الفيتنامي أفضل استعدادا بكثير من الأمريكيين للحرب في الأدغال، حيث أنهم كانوا يقاتلون من أجل تحرير الهند الصينية منذ الحرب العالمية الثانية. في البداية، كانت اليابان عدوتهم، ثم فرنسا، ثم الولايات المتحدة الأمريكية. السبب الرابع يتمثل بطبيعة الحال، في المساعدات التي قدمتها الصين والاتحاد السوفيتي، والتي شدّت من عضد الفيتناميين، فقد زود الاتحاد السوفيتي فيتنام بأسلحه متطورة حينها. وتقدر تلك المساعدة السوفيتية بمبلغ يتراوح بين 8-15 مليار دولار، في حين تجاوزت التكاليف المالية لحرب الولايات المتحدة في فيتنام، بناء على الحسابات الحديثة، تريليون دولار أمريكي. إضافة إلى الأسلحة، أرسل الاتحاد السوفيتي متخصصين عسكريين إلى فيتنام. وشارك من يوليو 1965 إلى نهاية عام 1974، حوالي 6500 ضابط وجنرال سوفيتي في القتال، بالإضافة إلى أكثر من 4500 جندي سوفيتي. كما تلقي أكثر من 10 آلاف من الجنود الفيتناميين تدريباتهم في المدارس العسكرية والأكاديميات في الاتحاد السوفيتي. #الحرب #بوتين #حرب #حرب_فيتنام #الكرملين #الاتحاد_السوفيتي #الصين #shorts

الفئة

عرض المزيد

تعليقات - 0