المدة الزمنية 1:1

⭕ رسالة من فضيلة الشيخ مزمل فقيري [[ علموا اهاليكم التوحيد ]]

109 مشاهدة
0
1
تم نشره في 2023/08/05

#لا_إله_إلا_الله #صلوا_على_النبي_محمدﷺ 《 *كلمة_التوحيد_لا_إله_إلإ_الله*》 الحمد لله الذي لا إله إلا هو، والصلاة والسلام على رسوله محمد، وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد : فإن كلمة "لا إله إلا الله" هي كلمة التوحيد، وهي كلمة التقوى، وهي أصل الدين وأساس الملة، ولا يدخل العبد في الإسلام إلا بتحقيقها، والإيمان بها وبما دلت عليه، وهي العروة الوثقى التي من عرف معناها وعمل بمقتضاها، كان في الدنيا من أهل السعادة وفي الآخرة من أهل الجنة بإذن الله تبارك وتعالى، ومن أعرض عنها وكفر بها كان من أهل الشقاء في الدنيا، والآخرة من أهل السعير والعياذ بالله، فهي كلمة عظيمة شهد بها رب العزة لنفسه كما قال تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}(سورة آل عمران: 18)، فشهد رب العزة, وقَرَنَ شهادته بشهادة الملائكة المكرمين وأهل العلم، أنه جل وعلا المتفرد بالإلهية والعبودية على خلقه أجمين . وما خلق الله الخلق وبعث الرسل إلا لعبادته وحده سبحانه لا شريك له كما قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ}(سورة الذاريات: 56)، أي: وما خلقت هذه الخليقة من الجن والإنس وبعثت جميع الرسل إلا لغاية واحدة, هي عبادتي وحدي دون مَن سواي. وإذا قيل للمشركين قولوا " لا إله إلا الله" يستكبرون ، قال تعالى: {إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ}(سورة الصافات 35)، أي يعرضوا ويستكبروا عن قول "لا إله إلا الله". ومن أجل هذه الكلمة "لا إله إلا الله" انقسمت الخليقة إلى مسلمين وكفار قال جل وعلا: {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ}(سورة النساء:76)، الذين آمنوا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلي الله عليه وسلم نبينا ورسولا يقاتلون في سبيل كلمة الحق وهي "لا إله إلا الله" والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت من الشرك والكفر وعدم الإيمان بالله وملائكته  وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، فكلمة التوحيد هي أصل الدين وأساس الملة، وهي التي بدأ بها الرسل عليهم الصلاة والسلام أقوامهم، فأول شيء بدأ به الرسل أقوامهم أن قالوا: قولوا : لا إله إلا الله تفلحوا، قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ}(سورة الأنبياء:25)، وقوله تعالى: {اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} (سورة الأعراف:59)، وقال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِى كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} (سورة النحل:36). فلا بد من معرفة معناها، والعمل بمقتضاها فهي تعني: أنه لا معبود بحق إلا الله، قال تبارك و تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ}(سورة الحج: 62)، وقال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ}(سورة لقمان:30). فكل معبود غير الله سبحانه وتعالى معبود بالباطل. فهي كلمة مركبة من نفي وإثبات نفي العبادة عن غير الله جل وعلا، وإثبات العبادة لله وحده لا شريك له، قال تعالى: {فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ}(سورة البقرة: 256)، فالكفر بالطاغوت نفي، والإيمان بالله إثبات، وقال سبحانه عن خليله إبراهيم عليه الصلاة والسلام: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ * إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ} (سورة الزخرف: 26، 27). ولهذه الكلمة شروط  ذكرها العلماء في كتبهم، وهي: 1- العلم: بمعناها نفياً وإثباتاً المنافي للجهل . 2- اليقين: المنافي للشك والريب . 3- الإخلاص: المنافي للشرك والرياء . 4- الصدق: المنافي للكذب المانع من النفاق 5- المحبة: المنافية للبغض والكره . 6- الانقياد: المنافي للترك . 7- القبول: المنافي للرد . 8- الكفر : بما يعبد من دون الله. وقد جمعها بعض أهل العلم فقال: علم يقين وإخلاص وصدقك مع * محبة وانقياد والقبول لها. وزيد ثامنها الكفران منك بما * سوى الإله من الأشياء قد أُلِها. ولعظم هذه الكلمة الطيبة ونشر التوحيد بين الناس والحث عليه كتبت هذه الكتابة المختصرة للاستفادة منها، ولنشرها ليعم الخير، وأعظم الخير هو معرفة كلمة التوحيد والعمل بما دلت عليه، والحذر مما يخالفها من الشرك والبدع. نسال الله تعالى أن يوفقنا إلى تحقيق العلم بها، والعمل بمقتضاها، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل .

الفئة

عرض المزيد

تعليقات - 0