المدة الزمنية 7:34

قصي صدام حسين ,, الوريث الخفي وابن الرئيس الاصغر ,, سلسلة ازلام النظام من قناة مكامن التاريخ

86 754 مشاهدة
0
1.1 K
تم نشره في 2020/11/30

" آل المَجيد لا يَعرِفونَ الخَوف " هكذا كانَ رَدُهُ حينَما أَعْلَنَ جورج بوش قَرَارَهُ بِغَزوِ العِراقِ وَأَنَّ عَلى صَدام حُسين وأبناءهُ مُغادَرَةُ العِراق خِلالَ ثَمانٍ وَأَرْبَعينَ ساعة . قُصي صَدام حُسين ( الوَريثُ الخَفي): ابن صدام حسين الأصغر ، ومُمَثِلُ والِدِه في"مجلسِ الدَّولة" ،وصاحِبُ الشخصيَّةِ الهادِئَةِ والحازمة . ولِدَ بِبغداد في السابِع عَشَر من إبريل عام ألفٍ وتسعمائةٍ وسبعةٍ وستين ،نشأ كأي طفلٍ عادي حتى انقلاب عام ألفٍ وتسعمائةٍ وثمانيةٍ وستين الذي جعل والده نائبًا للرئيس أحمد حسن البكر. دَرَسَ الإبتدائية والإعدادية وكان صدام حُسين يحاول إشراكَهُ و أخاهُ عُدي في الحياة السياسية ، وألتحَقَ بجامِعَةِ بغداد وتَفَوَق في دراسةِ الحقوق وحَصَلَ على شهادة البكالوريوس في القانون والسياسة . تزَوَجَ قصي ابنةَ الفريق الرُّكن ماهر عبد رَبّ الرَّشيد ( لمى) عَامَ ألفٍ وتُسعمائةٍ وثمانيةٍ وثمانين وأنجَبَ منها أربعَةَ أبناء : موج ،مصطفى ، صدام وعدنان . كانَ لهُ شَغَفٌ وَحُبٌ كبيرٌ للصيد فَعُرِفَ عنه كَثرةُ رحلات الصيد في المنطقة الغربيةِ للعراق والمعروفةِ بإسم (الجزيرة) وكان يُقيم فيها لمُدةٍ بهدَف الصيد. عُرِفَ عنه الهدوء والكِتمان والتَّحفظ لِحدِ الحياء وقِلَةُ الكلام وبُعدهُ عن الأضواء وَتَجنُّب الظهور أمام وسائل الإعلام الإ نادرًا . فهل يعني ذلكَ أنه كان بعيدًا عن الحياة ذات الطابع الحربي التي عاشها والده؟ بالطَبعِ لا ، فقد دَخَل في خِضَمِ كُلُ ما قام به صدام حسين فبدايَتُهُ كانت مع الحرب العراقيَّةِ الإيرانية عامَ ألفٍ وتسعمائةٍ وإثنان وثمانين حَيثُ رافَقَ والِدَهُ إلى جبهاتِ القِتال على الحدود وقامَ بإطلاقِ القذائفِ على العَدوُّ الإيراني . بدأت حياتُه العملية بِكِتابَةِ المَقالاتِ السّياسية ، وبعدَها التَحَق بمُعسكراتِ الجيش أّسوَةً بأبناء العراق عام ألفٍ وتسعمائةٍ وثمانيةٍ وثمانين وذلِكَ بعدَما أَرْسَلَ صدام حُسين رِسالَةً خطيَّةً له ولِأخيهِ عُدَي يأمُرهُما فيها بالإلتحاق بهذه المعسكرات . لمْ يكنْ هناكَ فرقٌ بينَهُ وبينَ أخيهِ عُدي من حيث العُنفِ والبَطش بالمعارضين فَقد قَادَ عملية تَجفيفِ الأَهوار وَذلك بعد الإنتفاضة التي قامَ بها الشيعة ضد النظام ولكن ما صَرحت به السلطات العراقية أن الهدف منها انتاج أراضٍ زراعية قابلةٌ للإستخدام بينما كان الهدف الإنتقام مِمَن شاركوا في انتفاضَةِ عامَ ألفٍ وتسعمائةٍ وواحِدٍ وتسعين من عَرَبِ الأهواز الّذين كانوا يختبئونَ في تِلكَ الأراضي التي بَلَغَت مساحَتُها ما يُقارِب ُ الثمانيةُ آلافٍ ومئتي كيلو متر مربع . وأُتُهِمَ بِتَنظيمِ حَملَةِ ( تنظيفِ السجون) التي أُعدِمَ فيها أكثَرُ من ألفِ شخصِ من الذين شاركوا في الإنتفاضَةِ الشَّعبيةِ . أوكَلَ إليه والدُهُ عامَ ألفٍ وتسعمائَةٍ وواحِدٍ وتسعين مَهَمَةَ الإشرافِ على الحَرَسِ الجُمهوري والحَرَسِ الجُمهوري الخاص المسؤول عن حماية الرَّئيس صدام حُسين وعائِلَتَهُ ، وَبِتكليفٍ من وَالِدِهِ أيضًا كانَ المسؤول عن قَمعِ أي معارضةٍ تَقِفٌ أمام نِظام الحُكم بعدما أصبَحَ المُشرِفَ على الحرسِ الخاص . كانَ ينتقِلُ من منصِبٍ إلى آخر أعلى؛ لشخصيتِه الرَزينة الهادئة والقوية في نفس الوقت حتى وصل إلى الإشراف على جهاز المخابرات عام ألفٍ وتسعمائة وتسعةٍ وتسعين بعدما كان يَعمل في مجلسِ الأمن الوطني الّذي أنشأهُ والده لقمعِ أي انتفاضةٍ من بعد (الإنتفاضة الشعبيه) إبان حرب الخليج الثانية . مَثَّلَ صَدام حسين في (مجلِس الأمَة ) الّذي ضَمَ شَخصياتٍ مِنَ "البعث" الحاكم ووزراء ومستشارين، ومنحَ الرئيس نجله الثاني صلاحياتٍ واسعةٍ فتمكنَ من خِلالِها اصدارَ الأوامرِ للوزراءِ ورؤساءِ الدوائرِ الحكوميةِ إضافةً إلى أوامرٍ يلتزمُ تَنفيذها وزيرُ الدفاعِ وكبارُ ضباطِ الجيش. هذهِ الصلاحيات كانت مؤشرًا لجعلِهِ وليًّ للعهدِ على الرُّغمِ من كَونِه الأبنُ الأصغَر إلا أن حياةَ أخيهِ عُدي و شّخصيَته المتهوره أبعَدته عن التَّرَشح لذلك، خاصَةً بعدَ إصابَة عُدي البالغَةِ عِندَ محاوَلَةِ اغتيالهِ عام ألفٍ وتسعمائَةٍ وستَةٍ وتسعين . انتُخِبَ عضواً في القيادةِ القُطرية لـ"البعث" الحاكمِ في العراقِ عامَ ألفين وواحد، وسُمِّيَ (نائباً للرئيس) في أخطَرِ المواقعِ الحزبيةِ "المكتب العسكري" الذي يشرف فعلياً على القوات المسلحة العراقية وبما يفوق صلاحيات وزير الدفاع ، بعدَ حُصولهِ على أَعلى نسبةٍ منَ أصواتِ أعضاءِ المؤتمرِ القُطري الثاني عشر للحزبِ الحاكم. هذهِ السُلطَة عَرَّضته لحاولات إغتيال نجى منها عامَ ألفين وواحد وألفين وإثنين ويُقال أنَّهُ أصيب في ذراعه. مع اقتراب الغزو الأمريكي على العراق أوكَل إليه والِدُه ومسؤولية قيادة المنطقةِ الوسطى بغداد وتكريت ومع بدايةِ الحرب أصبح يظهَرُ بشكلٍ مُكَثَف في الإجتماعات مع صَدام حسين ، وجِّهَ إليهِ اللوم في اندِحارِ الجيش العراقي أمام القوات الغازية . ومَع سقوط بغداد فَرَّ هاربًا من العراق من أخيه عُدي وابنه مصطفى ورافَقَهُما سكرتير صَدام حُسين ( عبد حمود) إلى الأراضي السورية بينما ذهبت زوجَتُهُ وبَقيَّةِ أولاده إلى الأردن . كان قُصي المَطلوب رقم إثنين بَعدَ والِده ووَضعَت أمريكا مكافأةً قَدرُها خَمسَةَ عَشَرَ مليون دولار لمن يُساعِدُ في الإخبارِ عَنهُ أو قَتلِه وَمع رَفض النظام السوري استقبالهُما ،عادَ قُصي وعُدي بعدها بفترة وجيزَةٍ إلى العراق ليلقيا حتفَهما في الموصل بغارةٍ جويَّةٍ مُدَبَرَةٍ من قوات الحلفاء استخدموا فيها أسلِحَةً مُحَرَمَةً دوليًّا ، وذلِكَ بعدَ اشتباكاتٍ أرضيَّة لمُدَةٍ تتجاوَزُ السَّتَ ساعاتٍ، في الثاني والعشرين من يوليو عام ألفين وثلاثة بعدما خانَهُما مُضيفُهما وأبلغَ عَنهُما ، وَهَكذا أُسدِلَ السِتار عن قُصي وأخيهِ عُدي بعدَ أن كانا رمزا للقوةِ والجَبَروت .

الفئة

عرض المزيد

تعليقات - 203