المدة الزمنية 6:49

(مقال في زهرة السوسن إمرأة) للشاعر صفوان المشولي

تم نشره في 2021/11/20

° [في زهرة السوسن إمرأة] أترى في زهرة ٍكلها يضحك وكلها يفوح وكلها يهتز وكلها يتفتح أسوة ًحسنة ًلمن كله يئن وكله يبكي، وكله يتنهد. زهرة ٌبأناقة الأنثى تنبت بالغنج بين أنامل أنثى ببشاشة الزهرة،، تلك إذا ًزهرة السوسن. وعلى ما فيها من الأنوثة والبهجة كيف ستكون همساتها لو شافهتك مشافهة المحب للمحب، وإذا ًلو هامستك لتفلت في فمك بكل همسة ٍحبة ًمن الزبيب. بعض اللقطات تحس أنها تسربك إلى الجنة في لحظة ٍمن ثقب ٍتشعر أنك تسللت به من الجنة في تلك الحظة.. مثل هذه لو طلبت َيدها بمهر ٍخطبت لونها بمهر ٍأخر؟ فتأخذك بمتعة ارتوائك من لونها إلى متعة ظمئك للونها . ولعل من تغريك من زهرة السوسن لاستنشاق أنفاسها تستحي منك أن تشم في أنفاسها عبير زهرة السوسن. وما طالت لهفتك إلى ما تظهره لك السوسنة من رونقها إلا لطول تلهفك إلى ماتخبئه عنك من معناها. وما أطيب هذه الزهرة حين تكشف لك بملمسها الناعم ما سترته عنك تحت جلابيبهن ناعمات الملمس. وهل كانت الزهرة إلا ثغرا ًضاحكا ًلفتاة ٍخجولة ٍ، أو إبطا ًعاطرا لامراة محتشمة. ألا تراك تغمض عينيك في وجن المرأة عن السوسنة التي فتحت عينيك فيها على وجن المرأة. ولعلني أحتسب الأجر على كل قبلة ٍكنت في فم كل وردة ٍمباحة ٍأضعها لكل امرأة محرمة. في الوردة شيء ٌلا تثريب به علي ّ يأخذني إلى شيء ٍفي المرأة فيه علي ّتثريب. لماذا نعُرض عن رونق المرأة في الورد، ونتكبر على شذاها داخل قوارير العطور، ونغفل عن دلالها في الأغصان، ونستحي من أنوثتها في النسيم، ونهمل نعومتها بالحرير، ونغض الطرف عن ضوءها في المصباح لماذا ننكر لذتها في العسل ونجحد حلاوة مذاقها في الزبيب. وزرا ً،،، تشم الورد في ثغرها في الورد داعب ثغرها لا وزر أجب،،، متى نادتك من زهرة ٍ وإن دعاك الزهر منها فذر وانظرها في الأغصان مالت ودع في غصنها ميل الغصون الأخر ففي مذاق التمر،،،، ريق التي في ريقها تمر المذاق الأمر ألست للأشياء روحا ً،،،، بلى فانفخ بصور الروح روح الصور فما رأيت ُزهرة ًفخشيت أن يسلبني اسمها أو يطغى علي ّلونها كزهرة السوسن. فالغائب في روحي للزهرة من الرقة والنعومة أكثر من الحاضر لدي في الزهرة من النعومة والرقة. أذهب مع كل ما في ّمن الأنجذاب إلى كل ما فيها من الحسن، لأعود بكل ما علي ّمن الأعجاب مع كل ما لديها من المحاسن. كنتُ وأنا أراها تنمو في تراب الأرض أتمنى أن أحمل كل تراب الأرض بيدي إكرامً لها بل وأودُ لو أن الله من طيبها أنبتها على ظهر الخيل من كبريائه. يوم الحسرة في الدنيا أن ترى زهرة السوسن يُميلها النسيم إليك من جانب فلا تهفُ أنت إلى احتضان من تحبهُ فيها من كل جانب. ولو أن الله كلمنا من الزهرة كما كلم موسى من الشجرة فهل سيقول لنا إلا(هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونهِ ) وهل نفخ الله فيك من روح جماله إلا لتنفخ في كل ورده من روح جمالك روح جمالها أنفاس الزهرات تسرى بأنفاسك وأنفاسك تجري على أنفاس ربك فانفخ في الزهرات معانيها لتذوق في فمِ كل زهرة ٍشفاه من تهواه وتشم تحت حرير اوراقها عبير إبط من تشتهيه. فما الذي اكتسبتهُ السواسن غير الغنج وما الذى اقترفتهُ غير الدلال. فهل سيؤاخذ الله الزهرة بما اكتسبته يداها من الحسن ويحاسبها على ما اقترفهُ عِطرها من الفوح إلا أن يأخذها أخذ لطيف ٍودود لا أخذ عزيز ٍمُقتدر وهل كان هذا الزهر إلا أنفاس تلك المرأة التي نكتم نحن أنفاسها فليت شعري إن كان الزهر بكل هذه الرقة هو أنفاس المرأة فإلى أين ستبلغ رقة المرأة إن كانت هي أنفاس الزهر. فلا تستغرب أن تكون السواسن انفاس حنونتك التي تنفست السواسن. بل كأن كل شيء ٍجميل ٍفي الطبيعة فيه من روح المرأة التي في روحها من كل شيء ٍجميل ٍفي الطبيعة. من ابتسمت للرمل لما تسوسنا ومن ضحكت عند الحصى فتريحنا فتاة ٌبروح الزهر فاحت وأزهرت وزهر ٌعلى معنى الفتاة،، تأنسنا أتكتب بالطرف الحزين مسرتي فيالي من طرف ٍ،، أسّر وأحزنا فطرفك لا في سيفه كان مشفقا علي ّولا في لطفه كان محسنا فمالي كلما نظرت إلي هذهِ الزهرة تسوسنت اوجاني خجلاً منها وكلما لامستها أحمر غصنها دفئاً مني من أضحك لي في المرأة التي أحبها زهرة السوسن، وأخجل مني في زهرة السوسن المرأة التي أحبها؟ بقلم/صفوان المشولي

الفئة

عرض المزيد

تعليقات - 14