المدة الزمنية 3:36

حقيقة الجمع بين الصلاتين | الشيخ صالح العصيمي

11 242 مشاهدة
0
638
تم نشره في 2023/01/17

و(الجمع بين الصلاتين) شرعا: ضم صلاة معلومة إلى أخرى في وقت إحداهما. فهو يجمع ثلاثة أمور: أولها: أنه ضم صلاة؛ والضم واقع بينها وبين أخرى من جنسها؛ كما قلنا: (إلى أخرى). وثانيها: أن هذه الصلاة صلاة معلومة - أي معينة -؛ وهي الموصوفة بوصفين: فالوصف الأول: أنها مكتوبة؛ فلا يسمى ضم نافلة إلى أخرى (جمعا)، ومنه عند الحنابلة: استحبابهم الوتر بعد صلاة التراويح؛ فإن صلاة التراويح عندهم صلاة مستقلة، وكذلك صلاة الوتر؛ فيستحبون لمن صلى التراويح أن يوتر بعدها؛ فإذا فرغ الإمام من التراويح أوتر بعدها، ولا يسمى هذا الضم عندهم (جمعا بين الصلاتين)؛ فلا يصدق عليه اسم (جمع الصلاة) عند الحنابلة. والوصف الثاني: أنها مؤداة؛ فلا تكون مقضية؛ فإن ضم الصلوات في القضاء لا يسمى (جمعا)؛ كمن نام عن صلاة الظهر والعصر؛ فإنه إذا استيقظ وجب عليه أن يصليهما؛ فإذا صلى الظهر ثم أتبعها العصر لم يسم هذا (جمعا). وقد يقع بين صلوات يوم أو أكثر؛ كمن أغمي عليه ففاتته صلاة يومين فأراد أن يصليها بعد إفاقته؛ فإذا صلى عشر صلوات فإن هذا لا يصدق عليه اسم (الجمع بين الصلوات) عند الحنابلة؛ لأن فعله الصلاة هنا يسمى (قضاء) وليس (أداء). وثالثها: أنه كائن في وقت إحداهما؛ فتضم صلاة مكتوبة إلى أخرى في وقت إحدى الصلاتين، ويسمى (جمعا). وله حالان: إحداهما: أن يكون جمع تقديم؛ بضم الثانية إلى الأولى في وقت الأولى. والأخرى: أن يكون جمع تأخير؛ وهذا بضم الأولى إلى الثانية في وقت الثانية. فاسم (جمع التقديم والتأخير) يقع على هذا المعنى.

الفئة

عرض المزيد

تعليقات - 23