المدة الزمنية 11:20

لماذا خلق الله الشر4؟ برنامج شبهات ومراجعات للشيخ محمد جندية الموسم الثاني الحلقة 29

71 مشاهدة
0
7
تم نشره في 2023/02/14

ظاهر بعض ما يحدث شر؛ لكن أفعال الله عزوجل كلها كمال وحكمة؛ والشر لا يضاف لذاته؛ إنما يضاف إلى مخلوقاته. نحن نؤمن أن الله يرى ما لا نرى، يعلم ما نجهل، يخلق ما لا نعلم، هو حكيم ظهرت آثار حكمته في مخلوقاته، فلماذا سوء الظن بالله عزوجل؟!! لو وقفنا على أمر لا نعلم حكمته فإن العقل السليم يقتضي قياس المسألة الأصل وهي أن لله في كل شيء حكمة على ما لم نقف على حكمته. فإننا حين نجرب منتجات شركة ونجدها متقنة غاية الإتقان؛ ثم نرى شيئاً في بعض منتجاتها غير مفهوم الفائدة فإننا نستصحب أصل جودة منتجاتهم فنبحث عن فائدة خفية أو حكمة متوارية، فما بال بعض الناس يسارع في جحوده إذا كان الأمر متعلقاً بالله؟!! هذا سوء ظن في التعامل مع الله تعالى. - الموت بنص القرآن الكريم مصيبة؛ لكنه بالنسبة للمؤمن هو الذي يحول دون دخوله الجنة؛ وفي الحديث:" من قرأ آية الكرسي دبر المكتوبات لم يكن بينه وبين الجنة إلا الموت". والموت سبب لانتهاء الهموم والكروب والمصائب بالنسبة للمؤمن "ليس على أبيك كرب بعد اليوم"؛ "غداً ألقى الأحبة محمداً وصحبه". كثير من أصحاب النبي ﷺ كانوا سعداء عند الموت...فالموت ليس شراً؛ لكنه انتقال من حياة مؤقتة إلى أخرى أبدية؛ وهناك يمكن أن يحكم العبد على الموت إن كان شراً أو خيراً وذلك حسب مكانه بعد الحساب في الجنة أو في النار. ومن دعاء النبي ﷺ :" اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي" فقد يكون الموت خيراً للمرء من الحياة. ثم لنقف على وجه واحد من جوه حكمة الله تعالى في خلقه الموت؛ ولنتخيل أو لنفترض أن الله عزوجل لم يقدر الموت على عباده؛ ولنتخيل كيف يكون حال الحياة في هذه الدنيا؛ على هذه الأرض وعليها مليارات البشر من لدن آدم عليه السلام...بعض التدقيق والتأمل يجعلنا نستنتج أن الله تعالى قدر الموت على عباده رحمة بهم؛ رحمة بمن مات ورحمة بمن تأخرت وفاته؛ ولولا أن كتب الله الموت على بني آدم لضاقت الأرض بأهلها ولتخلص الناس بعضهم من بعض.. فالموت ليس شراً. - كيف نتعامل مع الشر؟ الإنسان عندما يأتيه الشر يحاول أن يرده؛ ويدفعه؛ ويواجهه؛ أو يخفف من آثاره؛ والإنسان قادر على ذلك؛ بل إن الإنسان المعاصر يستعد لدفع الشر عنه قبل حدوثه؛ والشر يصبح خيراً إذا تعاملنا معه بطريقة الرضا أو بطريقة المدافعة. نحن قد نوجد الشر أحياناً؛ ثم نعزز نحن وجوده ونقويه؛ سأل ملحد الشيخ الغزالي: لماذا تتحملون كل شرور الأرض ثم تقولون هي بقضاء الله وقدره؟ قال الشيخ الغزالي: إن الشر نوعان شر أراده الله تعالى وهو خير...لا نستطيع رده: مرض؛ تأخر على موعد؛ تعطل سيارة؛ لم تستطع أن تلتقي بفلان؛ هناك رزق أو صفقة خسرتها...هذا كله بالنسبة لك شر قدره الله عليك؛ هو في الوقت نفسه خير من وجوه أخرى...لكن هناك شر آخر نحن سببُه :" ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا" فلو أقمنا العدل مثلاً في ما بيننا ما اتنشر الفساد والظلم؛ لو لم يأكل بعضنا حق بعض ويعتدي بعضنا على بعض ما انتشر الشر والمصائب. كثرة الفاسدين جعلنا نرى الفساد والشر في كل مكان؛ فلو أن البشر اتبعوا شريعة الله تعالى ما أصابهم السوء والشر؛ لأن الله تعالى أمرنا أن نأخذ على أيدي أهل المنكرات؛ أن نأمر بالمعروف؛ أن نأخذ على يد الظالم؛ أن نعاقب المفسد في الأرض؛ أن نؤدي الأمانات؛ ألا نظلم؛ ألا نعتدي...لكن عندما تركنا شيئاً من شريعة الله ولم نتبعها دفعنا ثمن ذلك؛ فانتشرت الرذائل؛ السرقة؛ القتل؛ الفواحش؛ الظلم فأصابنا بسبب ذلك شر عظيم :" من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى فلنحيينه حياة طيبة" فعندما تعمل خيراً ستقطف ثمار ذلك خيراً؛ وإذا اتجهت إلى الشر فتأتيك المصائب بطبيعة الحال كنتيجة طبيعية للطريق الذي سلكه؛ قال تعالى:" ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً" هذه المعيشة الضيقة الشديدة ليست عقوبة؛ بل هي نتيجة طبيعية للبعد عن الله عزوجل؛ اما العقوبة فقد جاءت في قوله :" ونحشره يوم القيامة أعمى". - إذاً ليس هناك شر كله شر ويأتي هكذا من عند الله تعالى؛ كثير من الشرور نحن سبب ظهورها؛ لاحظوا كيف أن الغرب لا يشكو من كثير من المشاكل والمصائب التي نشكو منها؛ -بغض النظر عن المؤامرات التي تحاك ضد مجتمعاتنا-؛ لكنهم أخذوا بأسباب الراحة؛ وأخذوا بأسباب الشرور والمصائب فتجاوزوها. جاء فى "حاشية البيجوري على جوهرة التوحيد": "مع أن الفعل خيره وشره لله، فالأدب ألا ينسب له إلا الحسن، فيُنسب الخير لله والشر للنفس كسبًا، وإن كان منسوبًا لله إيجاداً، قال تعالى: (مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ)، أي: كسباً كما يفسره قوله تعالى: (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ)، وأما قوله تعالى: (قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ)، فرجوع للحقيقة".

الفئة

عرض المزيد

تعليقات - 0