المدة الزمنية 5:52

ذكر الله المحافظة على الانفاس | | الشَيخ عصام الحساوي النقشبندي رَضي اللهُ عَنه

207 مشاهدة
0
18
تم نشره في 2023/08/24

ٱعلَمْ أَنَّ ٱلسَّالِكَ يَتَوَجَّبُ عَلَيهِ أَنْ يَكُونَ حَرِيصاً عَلَىٰ ٱلمُحَافَظَةِ عَلَىٰ ٱلأنفَاسِ فَلَا يَنتَقِلُ مِنْ نَفَسٍ إِلَىٰ نَفَسٍ آخَرَ إِلَّا وَذِكرُ ٱللَّـهِ تَعَالَىٰ مُصَاحِبٌ لَهُ كَٱلهَوَاءِ ٱلمُستَنشَقِ فِي ٱلشَهِيقِ وَٱلزَّفِيرِ وَيَقوَىٰ هَذَا ٱلحَالُ كُلَّمَا كَانَ ٱلقَلبُ مُستَيقِظاً بِٱلمُرَاقَبَةِ فَٱلسَّالِكُ ٱلمُرَاقِبُ لِأحوَالِهِ وَٱلسَّائِرُ فِي مَحوِ ٱلسِّوَىٰ عَنْ طَرِيقِ قَطعِ ٱلتَّعَلُّقَاتِ ٱلنَّفسِيَّةِ وَمَحوِ صُوَرِ ٱلأغيَارِ عَنْ مِرآةِ فِكرِهِ وَقَلبِهِ تَجِدُهُ مُستَعِدّاً لِلٱستِغرَاقِ فِي مَعَانِي ٱلذِّكرِ وَٱلذُّهُولِ عَنِ ٱلهَوِيَّةِ ٱلبَشَرِيَّةِ ٱلقَائِمَةِ عَلَىٰ ٱلٱنفِعَالِ وَٱلتَّعَلُّقِ بِٱلشَّهَوَاتِ وَٱلمَألُوفَاتِ وَذَلِكَ بِنَفيِ ٱلخَوَاطِرِ ٱلكَونِيَّةِ ٱلنَّاشِئَةِ مِنَ ٱلتَّعَلُّقَاتِ ٱلنَّفسِيَّةِ لِيَظهَرَ فِيهِ أثَرُ تَصَرُّفَاتِ ٱلجَذبَةِ ٱلإلَهِيَّةِ ، وَٱلأثَرُ غَالِباً مَا يَكُونُ مُتَفَاوِتاً بِحَسَبِ ٱلِٱستِعدَادِ وَهُوَ مَا أعطَاهُ ٱللَّـهُ تَعَالَىٰ لِأروَاحِ عِبَادِهِ قَبلَ تَعَلُّقِهَا بِٱلأبدَانِ مِنَ ٱلقُربِ ٱلثَّانِي ٱلأزَلِيِّ فَتَجِدُ بَعضَهُمْ مِنْ قُوَّةِ ٱستِعدَادِهِ فِي ٱلبِدَايَةِ يَحصَلُ لَهُ ٱلٱستِغرَاقُ بِمَعَانِي ٱلذِّكرِ وٱلغَيبَةِ عَمَّا سِوَىٰ ٱللَّـهِ تَعَالَىٰ وَهُوَ بِدَايَةُ ٱلفَنَاءِ ٱلأَوَّلِ ٱلَّذِي يَقَعُ فِيهِ ٱنتَفَاءُ ٱلهَوِيَّةِ ٱلبَشَرِيَّةِ وَذَلِكَ بِٱلٱستِهلَاكِ فِي ٱلجَذبَةِ ٱلإلَهِيَّةِ وَلَا يَتَحَقَّقُ هَذَا لِلسَّالِكِ وَلَا تَظهَرُ هَذِهِ ٱلنَّتِيجَةُ إِلَّا بِصِدقِ ٱلإرَادَةِ وَرَابِطَةِ ٱلشَّيخِ وَٱلمُتَابَعَةِ لِأمرِهِ وَٱلتَسلِيمِ إِلَيهِ فِي جَمِيعِ ٱلأُمُورِ وَسَلبِ ٱلٱختِيَارِ لِنَفسِهِ وَإثبَاتِهِ لِلشَّيخِ وَٱلسَّعيِ دَوماً لِطَلَبِ رِضَاهُ فِي كُلِّ حَالٍ فَبِرِعَايَةِ هَذِهِ ٱلشُّرُوطِ يَتَوَارَدُ ٱلفَيضُ ٱلإلَهِيُّ مِنْ بَاطِنِ ٱلشَّيخِ إِلَىٰ بَاطِنِ ٱلمُرِيدِ عَلَىٰ طَرِيقِ طَلَبِ ٱلفَيضِ وٱلٱستِفَاضَةِ وَٱلإمدَادِ فَلَابُدَّ لِلسَّالِكِ أَنْ يُرَاعِيَ هَذِهِ ٱلشُّرُوطَ لِيُطَابِقَ قَولُهُ وَفِعلُهُ عَلَىٰ مَضمُونِ ٱلذِّكرِ عَمَلاً وَٱعتِقَاداً وَٱتِّبَاعاً أيْ أَنَّ ٱلمَقصُودِيَّةَ إِذَا لَمْ تَتَحَقَّقْ وَلَمْ يَستَطِعِ ٱلمُرِيدُ مَحوَ ٱلسِّوَىٰ وَنَفيَ ٱلغَيرِيَّةِ عَنْ قَلبِهِ فَذَلِكَ يَدُلُّ عَلَىٰ عَدَمِ صِدقِهِ فِي تَوَجُّهِهِ إِلَىٰ ٱلحَقِّ تَعَالَىٰ فَلَا يَستَطِيعُ إثبَاتَ مَعَانِي ٱلذِّكرِ بِٱلأسمِ ٱلجَامِعِ لِلصِّفَاتِ وَٱلأسَامِي فِي قَلبِهِ لِشِدَّةِ تَزَاحُمِ ٱلخَوَاطِرِ ٱلنَّاشِئَةِ مِنْ تَعَلُّقَاتِهِ فَتُحجَبُ مِرآةُ قَلبِهِ عَنْ شُهُودِ ٱلتَّجَلِّياتِ ٱلإلَهِيَّةِ وَيَظَلُّ مُتَرَدِّداً بَينَ ٱلحُضُورِ وَٱلغَفلَةِ فَلَابُدَّ لِلسَّالِكِ أَنْ يُرَاقِبَ نَفسَهُ لِيَتَعَرَّفَ عَلَىٰ عُيُوبِهَا وَٱلمُبَاشَرَةَ بِإصلَاحِهَا لِيَصِيرَ لَائِقاً بِٱلوُصُولِ إِلَىٰ تِلكَ ٱلمَعَانِي . #اهل_الله #تصوف #تزكية #الشيخ_عصام_الحساوي

الفئة

عرض المزيد

تعليقات - 1