المدة الزمنية 3:12

سماء بغداد أمطرت بالنيران الملتهبة في أكثر ليالي التاريخ حزناً ليلة سقوط بغداد

بواسطة سطر Sa6er
3 785 مشاهدة
0
123
تم نشره في 2021/06/20

ليلة سقوط بغداد تحول نهر دجلة بمياهه الزرقاء الصافية للون الاحمر الدامي ... كما اختلطت مياهه بلون الحبر الأزرق لياخذ النهر في مجراه دماء الشهداء و ثقافة شعب امتدت لعصور... سماء بغداد أمطرت بالنيران الملتهبة و كأن نجوم السماء تتهاوى على الأرض فلا الليل بات مظلما و لا الشمس بانت مظلمة في أكثر ليالي التاريخ حزناً ... ليلة سقوط بغداد في مستهل سنة 1258 ميلادية، أرسل هولاكو كتابا إلى الخليفة العباسي المستعصم بالله يحثه على أن يسلّم دولته وأن ترضخ لحكم المغول وإلا فالحرب هي الفيصل ولكن وعلى الرغم من وهن جيش الدولة العباسية الذي لم يتجاوز عشرة آلاف مقاتل ، فإن الخليفة حاول أن يثنيه عن الحرب ببعض الهدايا والأموال، إلا أن هولاكو رفضها وعزم على القتال. وفي الثامن عشر يناير/كانون الثاني، حاصر هولاكو مدينة السلام بغداد، وطوقها بجيش لم يشهده التاريخ لا يُعرف آخره من أوله، وامتد من الغرب حتى الشرق، وجهزت المجانيق تمطر المدينة بوابل من النيران الملتهبة كأنها نجوم السماء تتهاوى على الأرض ولشدتها غطى المدينة دخان كثيف، فلا الليل بات مظلما ولا الشمس بانت بعد ظلمة. وفي المقابل كان الجيش العباسي يحمي أسوار المدينة إلا أنها لم تصمد طويلا، فبعد مرور 12 يوما استطاع المغول اقتحام المدينة فحدثت إحدى أعظم الكوارث في تاريخ الحضارة الإسلامية وأكبر المجازر البشرية في التاريخ. لقد استباح المغول شوارع بغداد، فلم يصادفوا نفسا إلا وأزهقوها، ولم يتركوا بنيانا قائما إلا وهدموه، وما يقارب المليون شهيد أريقت دماؤهم في غضون 40 يوما، فكانت تجري الدماء في شوارع المدينة كجريان ماء دجلة، حتى أنّ هولاكو وجيشه أقاموا عسكرهم بعيدا عن مركز المدينة بسبب رائحة القتلى.1 كانت بغداد نموذجا حضاريا ، تعج بأرقى الأبنية وأجملها، والمدارس التي تعد بمثابة الجامعات اليوم وملحقاتها من المكتبات ودور النشر وكان أبرز معالمها وألمعها صيتا هو بيت الحكمة و للاسف لم يسلم من بطش المغول، فلم يكتفي هؤلاء المجرمون بهذه المجزرة البشرية بل إمتدت أياديهم النجسة إلى العلم فقاموا بإحراق الكتب والمؤلفات التي بمثابة ثروة علمية لا تقدر بثمن كانت موجودة بالمكتبة و القوها بنهر دجلة الذي اختلطت مياهه بلون الحبر الازرق الذي كتبت فيه المؤلفات و نتج عن ذلك الغزو المدمر أن انطفأت منارة العالم القديم إلى الأبد في ليلة سقوط بغداد.

الفئة

عرض المزيد

تعليقات - 18