المدة الزمنية 5:55

قصيدة مصر والغربة خرابك يامصر في جفاف نيلك حسن السيسي

168 مشاهدة
0
14
تم نشره في 2021/01/18

مصر والغربه خرابك يامصر في جفاف نيلك للشاعر حسن السيسى ﻗﺎﻝ اﺑﻦ ﺯﻭﻻﻕ (¬1) : ﺫﻛﺮﺕ ﻣﺼﺮ ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻲ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﻣﻮﺿﻌﺎ. ﻗﻠﺖ: ﺑﻞ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﻴﻦ. ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ، ﺃﻥ ﻋﻴﺴﻰ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻯ اﻟﻌﺠﺎﺋﺐ ﻓﻲ ﺻﺒﺎﻩ ﺇﻟﻬﺎﻣﺎ ﻣﻦ اﻟﻠﻪ، ﻓﻔﺸﺎ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﻴﻬﻮﺩ، ﻭﺗﺮﻋﺮﻉ ﻋﻴﺴﻰ، ﻓﻬﻤﺖ ﺑﻪ ﺑﻨﻮ ﺇﺳﺮاﺋﻴﻞ، ﻓﺨﺎﻓﺖ ﺃﻣﻪ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﺄﻭﺣﻰ اﻟﻠﻪ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻨﻄﻠﻖ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﺭﺽ ﻣﺼﺮ؛ ﻓﺬﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ {ﻭﺁﻭﻳﻨﺎﻫﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻮﺓ ﻓﺪﻋﺎ ﺁﺩﻡ ﻓﻲ اﻟﻨﻴﻞ ﺑﺎﻟﺒﺮﻛﺔ، ﻭﺩﻋﺎ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﺑﺎﻟﺮﺣﻤﺔ ﻭاﻟﺒﺮ ﻭاﻟﺘﻘﻮﻯ، ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﻴﻠﻬﺎ ﻭﺟﺒﻠﻬﺎ ﺳﺒﻊ ﻣﺮاﺕ، ﻭﻗﺎﻝ: ﻳﺄﻳﻬﺎ اﻟﺠﺒﻞ اﻟﻤﺮﺣﻮﻡ، ﺳﻔﺤﻚ ﺟﻨﺔ، ﻭﺗﺮﺑﺘﻚ ﻣﺴﻚ، ﻳﺪﻓﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﻏﺮاﺱ اﻟﺠﻨﺔ، ﺃﺭﺽ ﺣﺎﻓﻈﺔ ﻣﻄﻴﻌﺔ ﺭﺣﻴﻤﺔ، ﻻ ﺧﻠﺘﻚ ﻳﺎ ﻣﺼﺮ ﺑﺮﻛﺔ، ﻭﻻ ﺯاﻝ ﺑﻚ ﺣﻔﻆ، ﻭﻻ ﺯاﻝ ﻣﻨﻚ ﻣﻠﻚ ﻭﻋﺰ، ﻳﺎ ﺃﺭﺽ ﻓﻴﻚ اﻟﺨﺒﺎء ﻭاﻟﻜﻨﻮﺯ، ﻭﻟﻚ اﻟﺒﺮ ﻭاﻟﺜﺮﻭﺓ، ﺳﺎﻝ ﻧﻬﺮﻙ ﻋﺴﻼ، ﻛﺜﺮ اﻟﻠﻪ ﺯﺭﻋﻚ، ﻭﺩﺭ ﺿﺮﻋﻚ، ﻭﺯﻛﻰ ﻧﺒﺎﺗﻚ، ﻭﻋﻈﻤﺖ ﺑﺮﻛﺘﻚ ﻭﺧﺼﺒﺖ؛ ﻭﻻ ﺯاﻝ ﻓﻴﻚ اﻟﺨﻴﺮ ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﺘﺠﺒﺮﻱ ﻭﺗﺘﻜﺒﺮﻱ، ﺃﻭ ﺗﺨﻮﻧﻲ ﻭﺗﺴﺨﺮﻱ، ﻓﺈﺫا ﻓﻌﻠﺖ ﺫﻟﻚ ﻋﺮاﻙ ﺷﺮ، ﺛﻢ ﻳﻌﻮﺩ ﺧﻴﺮﻙ. ﻭﺃﻭﺭﺩ ﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ -ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ، ﺃﻧﻪ ﻟﻤﺎ ﺑﻌﺚ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ اﻟﺼﺪﻳﻖ ﺇﻟﻰ ﻣﺼﺮ، ﻗﺎﻝ: ﺇﻧﻲ ﻭﺟﻬﺘﻚ ﺇﻟﻰ ﻓﺮﺩﻭﺱ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ (¬1) ﺑﻦ ﻫﻼﻝ، ﻗﺎﻝ: اﺳﻢ ﻣﺼﺮ ﻓﻲ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺴﺎﻟﻔﺔ ﺃﻡ اﻟﺒﻼﺩ. ﻭﺫﻛﺮ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﺼﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﻛﺘﺐ اﻷﻭاﺋﻞ (¬2) ، ﻭﺳﺎﺋﺮ اﻟﻤﺪﻥ ﻣﺎﺩﺓ ﺃﻳﺪﻳﻬﺎ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺗﺴﺘﻄﻌﻤﻬﺎ. ﻭﻋﻦ ﻛﻌﺐ ﻗﺎﻝ: ﻓﻲ اﻟﺘﻮﺭاﺓ ﻣﻜﺘﻮﺏ: ﻣﺼﺮ ﺧﺰاﺋﻦ اﻷﺭﺽ ﻛﻠﻬﺎ، ﻓﻤﻦ ﺃﺭاﺩ ﺑﻬﺎ ﺳﻮءا ﻗﺼﻤﻪ اﻟﻠﻪ. ﻓﺈﻥ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﺎﻝ: {ﻭﺩﻣﺮﻧﺎ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺼﻨﻊ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﻭﻗﻮﻣﻪ ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻌﺮﺷﻮﻥ} (¬1) ، ﻓﻤﺎ ﻇﻨﻚ ﺑﺸﻲء ﺩﻣﺮﻩ اﻟﻠﻪ ﻫﺬﻩ ﺑﻘﻴﺘﻪ! ﻓﻘﺎﻝ ﻣﺎ ﻗﺼﺮﺕ ﻳﺎ ﺳﻌﻴﺪ. ﻗﺎﻝ ﺳﻌﻴﺪ: ﺛﻢ ﻗﻠﺖ: ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ، ﻟﻘﺪ ﺑﻠﻐﻨﺎ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺃﺭﺽ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﻣﺼﺮ، ﻭﺟﻤﻴﻊ اﻷﺭﺽ ﻳﺤﺘﺎﺟﻮﻥ ﺇﻟﻴﻬﺎ، ﻭﻛﺎﻧﺖ اﻷﻧﻬﺎﺭ ﺑﻘﻨﺎﻃﺮ ﻭﺟﺴﻮﺭ ﺑﺘﻘﺪﻳﺮ؛ ﺣﺘﻰ ﺇﻥ اﻟﻤﺎء ﻳﺠﺮﻱ ﺗﺤﺖ ﻣﻨﺎﺯﻟﻬﻢ ﻭﺃﻓﻨﻴﺘﻬﻢ ﻳﺤﺒﺴﻮﻧﻪ ﻣﺘﻰ ﺷﺎءﻭا، ﻭﻳﺮﺳﻠﻮﻧﻪ ﻣﺘﻰ ﺷﺎءﻭا، ﻭﻛﺎﻧﺖ اﻟﺒﺴﺎﺗﻴﻦ ﺑﺤﺎﻓﺘﻲ اﻟﻨﻴﻞ ﻣﻦ ﺃﻭﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮﻩ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺃﺳﻮاﻥ ﺇﻟﻰ ﺭﺷﻴﺪ ﻻ ﺗﻨﻘﻄﻊ؛ ﻭﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻤﺮﺃﺓ ﺗﺨﺮﺝ ﺣﺎﺳﺮﺓ ﻭﻻ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺧﻤﺎﺭ ﻟﻜﺜﺮﺓ اﻟﺸﺠﺮ، ﻭﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻤﺮﺃﺓ ﺗﻀﻊ اﻟﻤﻜﺘﻞ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻓﻴﻤﺘﻠﺊ ﻣﻤﺎ ﻳﺴﻘﻂ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ اﻟﺸﺠﺮ نالت مصر شرف كسوة الكعبة فخصصت قريتين وقف لها، هما: (بسوس وأبو الغيث) من قري محافظة القليوبية لكساء الكعبة المشرفة والحجرة النبوية ومقام إبراهيم، ثم أضافوا بعد ذلك سبع قري أخري لتكون عدد القرى تسع قري موقوفة للوفاء بالتزامات الكسوة. ومع بداية عهد الدولة الفاطمية: تشرفت مصر بكسوة الكعبة؛ حيث اهتم الحكام الفاطميون بإرسال كسوة الكعبة وصناعتها كل عام من مصر، وكانت الكسوة في ذلك الوقت بيضاء. عهد الدولة المملوكية: ثم الدولة المملوكية في عهد السلطان الظاهر بيبرس كانت ترسل الكسوة إلى الكعبة؛ حيث كان المماليك يرون أن هذا الشرف لا يجب أن ينازعهم فيه أحد حتى ولو وصل الأمر إلى القتال من أجل هذا الشرف، ولما حاول ملك اليمن المجاهد في عام (751 هجرياً) أن ينزع الكسوة المصرية ليكسوها من اليمن، علمَ بذلك أمير مكة فأخبر المصريين فقبضوا عليه واقتادوه مكبلاً بالأغلال إلى مصر. كما كانت هناك محاولات لنيل شرف كسوة الكعبة من قِبل الفرس والعراق ولكن سلاطين المماليك لم يسمحوا لأحد أن ينازعهم في هذا، وللحفاظ على هذا الشرف أوقف الملك الصالح إسماعيل بن عبدالملك الناصر محمد بن قلاوون ملك مصر في عام (751 هجرياً ) وقفاً خاصاً لكسوة الكعبة الخارجية السوداء مرة كل عام،وهذا الوقف عبارة عن قريتين من قرى محافظة القليوبية هما (بيسوس وأبو الغيث)، وكان يتحصل من هذا الوقف على مبلغ ( 8900 درهم سنوياً). الدولة العثمانية: وظل هذا النظام القائم إلى عهد السلطان العثماني سليمان القانوني، واستمرت مصر في نيل شرف كسوة الكعبة حتى بعد سقوط دولة المماليك وخضوعها للدولة العثمانية، وفي عهد السلطان سليمان القانوني أضاف إلى الوقف المخصص لكسوة الكعبة سبع قري أخري لتصبح عدد القرى المخصصة والموقوفة لكسوة الكعبة تسعة قري وذلك للوفاء بالتزامات الكسوة. اهتم السلطان سليم الأول بتصنيع كسوة الكعبة وزركشتها وكذلك كسوة الحجرة النبوية وكسوة مقام إبراهيم عليه السلام. وظلت الكسوة ترسل بانتظام من مصر كل عام يحملها أمير الحج معهُ في قافلة الحج المصري، وفي عهد محمد علي باشا توقفت مصر عن إرسال الكسوة بعد الصدام الذي حدث بين أتباع الشيخ محمد بن عبد الوهاب وقافلة الحج المصرية في الأراضي الحجازية. عام (1222 هجرياً - 1807 ميلادياً، ولكن أعادت مصر إرسال الكسوة عام(1228 هجرياً)، وفي العصر الحديث تأسست دار لصناعة كسوة الكعبة في حي الخُرنفش في القاهرة عام(1233 هجرياً- 1818 م) وهو حي عريق يقع عند التقاء شارع بين السوريين وميدان باب الشعرية، وما زالت هذه الدار قائمة حتى الآن تحتفظ داخلها بآخر كسوة صُنعت للكعبة. واستمر العمل في دار الخرنفش حتى عام( 1963 م)، وكان يقام حفل رسمي وشعبي كبير في حي الخرنفش أمام مسجد القاضي عبد الباسط قاضي قضاة مصر ووزير الخزانة العامة والمشرف على صناعة الكسوة، ثم تخرج في احتفال بهيج وتخرج وراءها الجموع إلى ميدان الرميلة قرب القلعة. ولما تولت المملكة العربية السعودية شرف صناعتها توقفت مصر عن إرسال كسوة الكعبة وذلك عام (1962 ميلادياً).

الفئة

عرض المزيد

تعليقات - 4