المدة الزمنية 3:3

الرئيس القوي

5 610 مشاهدة
0
87
تم نشره في 2021/07/13

الرئيس القوي هل اقتنع المسيحيون، والموارنة منهم بشكل خاص، أن الأقوى بينهم بالحجم التمثيلي الشعبي، ليس بالضرورة أن يتبوّأ الموقع الأوّل في تركيبة الحكم ما لم يتحلّ بصفات معيّنة تخوّله ان يكون الحكم العادل قبل أن يكون الحاكم العنيد المكابِر؟ وهل اقتنع المسلمون، والسنّة منهم بشكل خاص، أن الأقوى بينهم في شارعه، بقدر ما قد ينجح في رئاسة مجلس الوزراء قد يفشل بإدارة الحكم إلى جانب الرئيس الماروني القوي؟ فتفاهم الرئيس الأوّل والثالث يزيد رصيدهما في كل البيئات، ولنقارهما حول كل شأن وخيار، كديكين باكستانيين، تبعات قد تودي البلد إلى الهلاك المحتوم. وهل اقتنع الشيعة، أن رئيس مجلس النواب القوي في طائفته، قد لا يكون كذلك على مستوى البلد متى جنح إلى مواقف غير ديمقراطية، كإقفال البرلمان ، أو مقاطعته مع نواب كتلته، جلسات انتخاب رئيس للجمهورية، لمنع وصول مرشح الأكثرية إلى سدة الرئاسة؟ أخطأت بكركي، عندما تبنّت وشجعت على انتخاب الماروني الأقوى في طائفته رئيساً للبلاد، وحصرت الخيارات بأربعة أسماء وأخطأت عندما حددت ضمناً عناصر القوة، بالحجم الشعبي والتمثيلي لا بعناصر الإتزان والمعرفة والحنكة والحكمة وثقافة الحوار التي يمكن توافرها برئيس كفؤاد شهاب، الذي لم يكن رئيساً لكتلة نيابية يوم انتخابه. لذا يُستشف من مغزى انتخاب رئيس قوي أمرٌ واحد هو: "ما بدنا المسلمين يطهبجوا علينا" كل رئيس ماروني، جاء بعد الطائف "دُبّج" له خطاب قسم أقرب ما يكون إلى برنامج حكم، في ظاهره تمسّكٌ بالطائف وفي باطنه حنين إلى الصلاحيات المسبيّة، وكل رئيس ضمّن تحفتَه الأدبية رؤيته الشاملة وبرنامجه للسنوات الست. وما ينجح من عناوين البرنامج ينسبه الرئيس لشخصه الكريم أما الفشل في تحقيق ألأهداف فعائد لطبيعة النظام ولتراكمات الثلاثين عاماً. وبعض الرؤساء يحمّلون الذهنية الطائفية كل الإخفاقات .وبعضهم يحملونها للطبقة السياسية. لكن العونيون، كطبقة بشرية رسولية فوق الطبقات، يحملون الفشل للعوامل الأربعة. وفي قراءة متأخرة لفتنا أمرين وردا في خطاب القسم البديع للرئيس عون: أولا إشارته إلى أن انتخابه صحح "الخلل السياسي" وقوله في الختام "إن رئيس الجمهورية ضامن الأمان والإطمئنان." ونحن اليوم، كمواطنين مطمئنين وشاعرين بأمان لم نعهده في العهود السابقة، بشوق لمعرفة ماذا سيقول الرئيس المقبل وبمَ سيعد مواطنيه وهو واقف على أشلاء الجمهورية؟ وكل يوم نصلي، كي لا "يُنتخب" لنا ماروني قوي، كـ "جبل". المصدر: عمر موراني - هنا لبنان

الفئة

عرض المزيد

تعليقات - 21