المدة الزمنية 5000

قصيده من بداح حبيب العازمي الى تركي محماس القحطاني في ازمه كرونا

1 306 مشاهدة
0
31
تم نشره في 2020/06/12

* قبيلة العوازم من أشهر وأقدم وأكبر القبائل الكويتية... قبيلة كريمة خرّجت العلماء والنواخذة والغاصة والتجار والفرسان، قبيلة تنازع فيها الكرم والشجاعة كل يريدها لنفسه، فأصلحت بينهما حتى جعلتهما جناحين لها تطير بهما في سماء المجد والشرف. ولقدم هذه القبيلة في الكويت، فأبناؤها الكرام يمتلكون وثائق قديمة، يزداد جمالها في بيان لجانب مهم من جوانب تاريخ الكويت. ومن أشهر الأدلة على قدم هذه القبيلة في الكويت وعنايتها بالعلم، أن أقدم مخطوطة تذكر في تاريخ الكويت منسوبة إلى أحد أفراد قبيلة العوازم، وهو الشيخ مسيعيد بن أحمد بن مساعد البريكي العازمي نزيل جزيرة فيلكا، وكان موصوفاً بالصلاح والتقى وحبّ الخير، مع العلم ونشره له. ومن ذريته الشيخ مساعد العازمي أحد مشايخ الكويت، رحل إلى مصر ودرس في الأزهر، وتعلّم التلقيح ضد الجدري، فكان يتطوّع لتلقيح الناس ضد هذا المرض المنتشر في الخليج. والشيخ مسيعيد من فخذ البريكات من بطن القوعة بقبيلة العوازم الهوازنية، حيث ينسب إليه موقع جغرافي معروف في صحراء الكويت، وهو ضليعات مسيعيد البريكي الواقعة جنوب كراع المرو، وهي مذكورة بهذه التفاصيل في مقدمة ديوان الشاعر الكبير فهد بن جافور المطبوع سنة 1989م. وقد عثر الأديب عبد العزيز حسين – رحمه الله – في مكتبة والده الملا حسين التركيت على نسخة من موطأ الإمام مالك – رحمه الله – برواية يحيى بن يحيى الليثي بخط الشيخ مسيعيد العازمي، وتاريخ نسخها هو 1682 م. ووثيقتنا هذه تعرض لنا جانباً من تاريخ الحظور الذي تميّزت به قبيلة العوازم حتى اشتهرت به، فما هي الحظور؟ وما علاقة العوازم بها؟ دعونا نقرأ هذه الوثيقة ثم نعلق عليها بإيجاز. نص الوثيقة: جرى كما ذكر لدي وأنا العبد الفاني محمد بن عبد الله العدساني السبب الداعي إلى تحرير هذه الأحرف الشرعية هو أنه قد حضر لديّ خليفة السنافي ومنصور الخرقاوي، وشهد كل منهما لله تعالى بأن المكرم الشيخ جابر ابن المكرم الشيخ مبارك الصباح قد باع منصب أبا الطلح المحدود قبلة طنايب البريج، وشمالاً البحر، وشرقاً مَسكَر ابن دواس، وجنوباً البر على حاملي هذا الكتاب محمد وحمدان المذكورين بين البائع المكرم الشيخ جابر المزبور، فكان بيعاً صحيحاً شرعياً، بموجب ما ذكر صار المنصب المبيع المذكور مالاً وملكاً وللمشترين محمد وحمدان المذكورين يتصرفان فيه بما شاءا. وحتى لا يخفى جرى وحرر في19 رمضان 1331 هـ. دراسة الوثيقة : اشتملت هذه الوثيقة على جانب مهم متعلق بتاريخ الكويت، وعرفت به قبيلة العوازم أكثر من غيرها، وهنا بعض ما جاء فيها : حظور العوازم تاريخ لم ينشر للعوازم دور كبير في حياة الكويت الحاضرة والبادية، ومنها الاشتغال بالبحر للغوص والتجارة، أو لصيد السمك عبر نشر الحظور على ساحل البحر، أو في الجزر، وكان يقيمون لهما ما يسمى بالمناصب وهي مجموعة الحظور، وقد تعارفوا على ملكيتها، ومنها ما كان يوضع داخل البحر فيسمى البحري، ومنها ما يوضع على شاطيء البحر فيسمى البري. ولعل بعض الباحثين من مؤرخي العوازم ينشطون في تتبع هذا النـــشاط البحري المهم في تاريخ الكويت، وأخص بالذكر منهم أخي البحاثة الأديب طلال الرميضي صاحب الجهود التوثيقية القيمة في تاريخ العوازم ورجالها. المَسكَر من أساليب صيد السمك قديماً والمسكر الوارد ذكره في الوثيقة من أساليب صيد السمك، وتستخدم فيه الصخور كحاجز عند حصول الجزر لصيد الأسماك، ويكون ارتفاعه 60 سم تقريباً. وأما المنصب، فيكون عادة المكان الذي يكون من ساحل البحر إلى داخل البحر، ويكون بضم أكثر من حظرة، وقد تصل إلى عشر حظرات متصلة ببعض، وغالباً ما تكون ما بين ثلاث إلى خمس حظرات. من مواقع حظرات العوازم ويكاد لا يوجد موضع على سيف البحر إلا ولأحد العوازم فيه حظرة، وقد كان للعوازم حظور في البريج واعشريج وراس اعشيرج (جهة ميناء الدوحة والشاليهات حالياً)، ومنها الحظور المذكورة، ومنها مسكر ثويني بن دواس الجواري العازمي. أسرة الصباح وبيع الحظور الوثيقة بيّنت لنا أن بعض الحظور يمتلكها الشيخ جابر المبارك الصباح والتي باعها لمحمد وحمدان بني شرار الختلان العازمي، فهل كان حكام الكويت يتملكون بعض الحظور؟! لا بد أن نعرف أن هذه الحظور كانت تشكل مصدر رزق وتجارة واسعيين، وكان الناس يحرصون على اقتنائها لطلب الرزق عبر صيد السمك تارة، وبالاتجار عبر شرائها وبيعها تارة أخرى، فقد كانت كالعقار اليوم تماما، لا سيما وأن أثمانها كانت أضعاف أثمان البيوت.

الفئة

عرض المزيد

تعليقات - 6