جولة في معبد المياه بزغوان

جولة في معبد المياه بزغوان. موقع أثري روماني، يتخذ شكل معبد نصف دائري مُقام على سفح جبل زغوان. ويبعد معبد المياه عن مدينة زغوان الواقعة شمالي شرقي تونس، 3 كيلومترات. يعود تأسيس هذا المعبد إلى القرن الثاني ميلادي، وتحديدا إلى فترة حكم الإمبراطور الروماني هادريان، الذي حكم الإميراطورية الرومانية من 117 إلى 138 ميلادي. تم إقامة هذا المعبد على الطراز الروماني، وتم جلب حجارة البناء من جبل زغوان، إضافة إلى مواقع قريبة أيضا. ويحتوي المعبد على أنواع مختلفة من الرخام التي تم استخدامها للزخرفة والزينة. تم بناء هذا المعبد خصيصا للتعبد، لأن المياه كانت مقدسة نوعا ما بالنسبة للرومان، لذلك أُقيم هذا الصرح لممارسة طقوسهم اليومية فيه. يحتوي هذا المعبد على سلالم، أو مدرجات صغيرة تنتشر في الجانب الأيمن والأيسر، ما أن تصلها، تصل مباشرة إلى القاعة المقدسة والتي يتم فيها مراسم تعبد المياه. حسب معتقداتهم، السر وراء تعبد المياه هو تعلقهم الكبير بنبتون، الذي وحسب الميثولوجيا الرومانية، يعتبر إله الماء والبحر. ومن هنا يأتي سبب تقديس المياه لديهم. وهناك أيضا الرواق، والصحن الذي يقومون فيه بممارسة هذه الطقوس. وبعد ذلك ينزلون إلى الحوض المائي الذي يتوسط هذا الموقع، والذي يتم فيه تجميع المياه من الجبل. يعتبر هذا المعبد ذا أهمية كبيرة، إذ يمثل نقطة إنطلاق نقل المياه إلى قرطاج عبر الحنايا والحنايا هي شبكة رومانية لنقل المياه تمتد من هذا الموقع إلى قرطاج قاطعا مسافة تقدر بحوالي 132 كيلومتر، إذ أن البلاد شهدت جفافا غير مسبوق استمر لمدة خمس سنوات على الأقل. استغلال مياه زغوان تواصل في الفترة الاستعمارية لتونس (من 1881) بإعادة ترميم الحنايا في منتصف القرن 19، واستغلالها من قبل البايات. هذه العيون تقوم إلى اليوم بتزويد منطقة زغوان وأجزاء هامة من تونس بمياه الشرب.

الفئة