المدة الزمنية 12:35

شرح لامية العرب - الحلقة 6- إِذا الأَمَعزُ الصُوّانُ لاقى مَناسِمي تطايَرَ مِنهُ قادِحٌ وَمُفَلَّلُ

102 مشاهدة
0
0
تم نشره في 2021/06/13

شبكة سلسبيل الدعوية تقدم الحلقة 6 من شرح لامية العرب مع الأستاذ محمد المصطفى الولي. إِذا الأَمَعزُ الصُوّانُ لاقى مَناسِمي تَطايَرَ مِنهُ قادِحٌ وَمُفَلَّلُ يصف الشنفرى سرعة عدوّه وشدّة وطأته على الأرض، فقدماه الحافيتان تطئان الأرض فتتطاير الحجارة الصغيرة من سرعة عدوّه وخفته، بينما الصخور الكبيرة الصلبة فإنّها لا تترك أثرها في قدميه بقدر ما يترك هو فيها أثرًا، فهي تحتك بقدميه فتقدح مُفتعلة شررًا، ولعلّها مُبالغة مشوّقة في تصوير سرعة العدو والخفة، لا سيما أنّ هذه المبالغة مع التصوير الفني الذي صاغه الشاعر في البيت يمنحها شيئًا من الواقعية والمصداقية ويقول:[٢] أَديمُ مِطالَ الجوعِ حَتّى أُميتَهُ وَأَضرِبُ عَنهُ الذِكرَ صَفحًا فَأَذهَلُ يفتخر الشاعر بأنّه المنتصر دائمًا على كلّ خصم، فحتى الجوع لا يتمكّن منه وهو الأشدّ عداء للإنسان إذ يضربه بحاجته للطعام، ولكن الشنفرى يعرض عن الجوع ويضرب عنه ويُماطله حتى يصيبه اليأس منه وينصرف عنه، ولعلّها طريقة ذكيّة في التعبير عن القدرة على تحمُّل الجوع، وأخفى فيها ضعفه أمام أشد الحاجات الإنسانيّة وأقساها، واستخدم لإبراز قوّته التصوير الفني والتّشبيه حيث أظهر الجوع كأنّه الدائن ويُطالب بحقه من المدين، إلّا أنّ المدين يعمل فيه التسويف والمطالبة للتهرب منه ويقول: وَأَستَفُّ تُربَ الأَرضِ كَيلا يَرى لَهُ عَلَيَّ مِنَ الطَولِ اِمُرؤ مُتَطَوَّلُ في هذا البيت تظهر عزة نفس الشنفرى، فهو على استعداد لاستفاف التراب لو لم يجد ما يأكله مُقابل أن يحمي نفسه وكبرياءه من ذلّ السؤال ومهانته، وقد استخدم الشاعر أسلوب الكناية ليُعبّر عن شدة الجوع التي قد تعرض له بينما يحفظ لذاته كبريائه ويقول:[٢] وَلَولا اجتِنابُ الذَأم لَم يُلفَ مَشرَبٌ يُعاشُ بِهِ إِلّا لَدَيَّ وَمَأكَلُ يرى الشنفرى أنّ هناك الكثير من الطرق لكسب العيش وتلافي الجوع والفقر ولو اتّبع إحداها لاغتنى، إلّا أنّها طرق لا توائم كرامته وطيب خلقه، وهو الذي يريد أن يحصل رزقه بطرق كريمة ]ويقول: [٥] وَلَكِنَّ نَفسًا مُرَّةً لا تُقيمُ بي عَلى الذَأمِ إِلّا رَيثما أَتَحَوَّلُ يُتابع الشنفرى في هذا البيت ما قاله في البيت السابق عن عزة نفسه وتجنبها لسبل الرزق المحاطة بالمهانة والمذلة، ويقول إنّ نفسه سرعان ما تتحول عن تلك السبل وتبتعد عنها فهي نفس كريمة لا يرضيها إلّا ما كان منبعه كريمًا ويقول:[٢] وأَطوِى على الخمس حوايا كمنْ طوتْ خيوطة ناري تغار وتفتل يروى الشنفرى كيفيّة تعامله مع الجوع، حيث يطوي أمعاءه بعضها على بعض حتى تبدو وكأنّها خيوط مرنة في نسيج محكم، ويستخدم للتّعبير عن مدى الجوع وكيفية تعامله معه صورة فنية من خلال فن التشبيه البلاغي، حيث يُشبّه أمعاءه بخيوط الماري اللينة الدقيقة، ويشبّه جسده بالنسيج المحكم، وهذه الأمعاء تطوى كما يطوى الخيط ليُشكّل نسيجًا متكاملًا

الفئة

عرض المزيد

تعليقات - 0