المدة الزمنية 22:30

(9) الاستعارة التصريحية والاستعارة المكنية والفرق بينهما والاستعارة التخيلية. بلاغة ثالثة ثانوي أزهر

1 444 مشاهدة
0
75
تم نشره في 2021/02/25

اختبر نفسك على هذه الحصة من خلال الرابط التالي: https://forms.gle/T8thqGc6SQqZSQEdA أنواع الاستعارة باعتبار الطرفين الاستعارة نوعان: 1.تصريحيةـ 2.مكنية. أولا: الاستعارة التصريحية. 1ـ تعريف الاستعارة التصريحية: هي التي صرح فيها بالمشبه به، (المستعار منه،) وحُذف فيها المشبه (المستعار له). مثل قوله تعالى: {ليخرج الناس من الظلمات إلى النور} حيث استعير في هاتين الآيتين الظلمات للكفر، والنور للإيمان، ثم حذف المشبه (الكفر والإيمان،) وذكر المشبه به الظلمات والنور، وتنوسي التشبيه، وادعينا أن المشبه فرد من أفراد المشبه به، ثم استعرنا لفظ الظلمات للكفر، والنور للإيمان على سبيل الاستعارة التصريحية، والعلاقة المشابهة، والقرينة حالية. ومثله قول المتنبي: لم أر قبلي من مشى البحر نحوه*** ولا رجلا قامت تعانقه الأسد. حيث اشتمل البيت على استعارتين هما (البحر) الذي استعاره الشاعر للرجل الكريم لعلاقة المشابهة، والقرينة (مشى) و(الأُسد) التي استعارها للفرسان الشجعان لعلاقة المشابهة، والقرينة (تعانقه،) ويلاحظ أن المستعار منه «المشبه به» هو المصح به هنا، والمحذوف هو المستعار له «المشبه». وطريقة إجراء الاستعارة في هذا الشطر الثاني تتلخص في الخطوات الآتية: 1ـ شبه الفرسان الشجعان بالأُسد بجامع البسالة والجراءة في كلٍّ. 2ـ حذف المشبه الفرسان الشجعان. 3ـ تنُوسي التشبيه. 4ـادعي أن المشبه وهو الفرسان الشجعان داخل في جنس المشبه به، وفرد من أفراده. 5ـ استعيرت لفظة (الأُسد) للفرسان الشجعان على سبيل الاستعارة التصريحية. ومن ذلك قول الوأوأ الدمشقي يصف امرأة تبكي: فأمطرت لؤلؤا من نرجس وسقت وردا*** وعضت على العناب بالبرد. حيث استعار الشاعر اللؤلؤ للدموع المنسكبة من عين محبوبته، واستعار النرجس لعين محبوبته، والورد لخد محبوبته، والعناب لأنامل محبوبته، والبرد لأسنان محبوبته، ثم حذف المستعار له (المشبه،) وصح بالمشبه به على سبيل الاستعارة التصريحية، والقرينة لفظية هي أمطرت، وسقت، وعضت. ثانيـا: الاستعارة المكنية تعريفها: وهي التي حذف فيها المشبه به (المستعار منه) وبقيت صفة من صفاته ترمز إليه، وتدل عليه، كقول أبي ذؤيب الهذلي: وإذا المنية أنشبت أظفارها *** ألفيت كل تميمة لا تنفع. حيث شبه المنية وهي الموت بالسبع، وحذف «المستعار منه «السبع،» وترك في الكلام لازما من لوازمه، وصفة من صفاته التي تدل عليه، وهي قوله: «أنشبت أظفارها» على سبيل الاستعارة المكنية، َ والقرينة: لفظية لأن المنية لا أظافر لها في الحقيقة حتى تنشبها في الفريسة. ومثالها ـ أيضا ـ قول الحجاج: «إني لأرى رءوسا أينعت حان قطافها وإني لصاحبها». حيث شبه رءوس المخالفين لاستِحقاقهم القتل بثِمار نضجت وحان أن تقطف؛ لأن أصل الكلام: إني لأرى رءوسا كالثمرات قد أينعت، وحان قطافها، ثم حذف المشبه به «الثمرات،» ورمز له بشيء من لوازمه، وهو أينعت، وتنوسي التشبيه وادعينا أن المشبه فرد من أفراد المشبه به، واستعرنا لفظ الثمار للرؤوس على سبيل الاستعارة المكنية، والقرينة: لفظية لاستحالة إيناع رؤوس بني الإنسان كما تينع الثمار. ومثل ذلك يقال في قول المتنبي: ولما قلت الإبل امتطينا *** إلى ابن أبي سليمان الخطوبا حيث ش َّبه الخطوب بالإبل، ثم حذف المشبه به (الإبل) ورمز لها بشيء من لوازمها، وصفة من صفاتها، وهي (امتطينا) على سبيل الاستعارة المكنية، والقرينة: لفظية لأن الخطوب لا تمتطى. ومنها قوله تعالى: {واخفض لهما جناح الذل من الرحمة} الذل (المقصود به الإنسان الذي يتذلل ويخضع لأبويه) بطائر يرفرف بجناحيه على صغاره، وحذف «المستعار منه «الطائر،» وترك في الكلام لازما من لوازمه، الذي يدل عليه، ويختص به، وهي قوله: «جناح» على سبيل الاستعارة المكنية، والقرينة: لفظية لأن الذل لا جناح له في الحقيقة حتى ُ ْيخفض. سبب تسميتها بالمكنية وسميت الاستعارة هنا مكنية؛ لأن المشبه به «المستعار منه» جاء مكنيا، أي: محتجبا مختفيا غير مصرح به، بخلاف ما كان عليه الحال في الاستعارة التصريحية. الفرق بين الاستعارة التصريحية والمكنية الاستعارة المكنية قسيم الاستعارة التصريحية، وهي على الضد منها إن صح هذا التعبير؛ لأن الاستعارة التصريحية يحذف فيها المشبه (المستعار له،) ويصح بالمشبه به (المستعار منه،) أما المكنية، فيحذف فيها المشبه به، ويذكر المشبه وحده، مع وجود لازم للمشبه به، يرمز إليه، ومن ثم سميت مكنية؛ لأن المشبه به حذف، وكنَّي عنه بذكر لازم من لوازمه، وهذا اللازم يعد قرينة المكنية، وهو ما يسمى بالاستعارة التخييلية، هذا هو رأي جمهور البلاغيين، وهو الرأي الأوفق المتماشي مع طبيعة الاستعارة المكنية في أساليبها الكثيرة. وهذا النوع من الاستعارة فيه من المحاسن والروعة والبراعة والمبالغة ما فيه. جمال الاستعارة: ما يدلل على أبلغية هذا النوع من الاستعارة أن التجسيـم والتشخيص يعدان سمة من أهم سماتها، وقيمة كبرى من قيمها الفنيـة. ولو دققنا النظر في صور الاستعارات المكنية السابقة، نجد أمر التجسيم جليا، أما التشخيص التجسيم هو جعل الأمور المعنوية مجسمة مثل: «جاء الحق،» «سعى الخير،» أما التشخيص، فهو أن يجعل المجسم شخصـًا مثل الإنسان. فأوضح شيء عليه هو قول الشاعر الجاهلي بشر بن أبي خازم واصفا خيول قومه: وبنو نمير قد لقينا منهم*** خيلا تضب لثاتها للمغنم فدهمنهم دهما بكل طمرة*** ومقطع حلق الرحالة مرجم. -فقوله: «تضب لِثاتها» أي : تسيل وتقطر لثاتها من حب المغنم والحرص عليه، فنسب للخيل فعلا لا يكون إلا للأناسي العقلاء من البشر، حيث شبه الخيل بالإنسان الذي يفرح للمغنم، ويرى ذلك على معالم وجهه وتقاسيمه، ثم حذف المشبه به الإنسان، وترك شيئا من لوازمه، وهو «تضب لِثاتها، وهذا اللازم هنا هو قرينة المكنية، وهو في الوقت ذاته استعارة تخييلية كما يرى الجمهور في إجراء هذه الاستعارة، والقرينة: لفظية. وقيمة هذه الاستعارة: أنا شخصت تلك الخيول، وأضفت عليها طبعا من طبائع الإنسان، فجعلتها تحب المغنم، ويسيل له لعابها، كما يسيل له لعاب الإنسان العارف بقيمة هذا المغنم وأهميته.

الفئة

عرض المزيد

تعليقات - 12