هاربة لإيمان مسلماني

هاربة لست قوية بما يكفي لأغلق أبواب الحزن المرتطم بالرؤوس التي تتدحرج كلّ يوم على رصيف... ذاكرتي ذاكرة لست قويّة بما يكفي لأدرأ رياح القهر المتسارع أمام هشاشة خيمة في صحراء هوامش وجداني قطنها تسعة أطفال وشجرة لست قويّة بما يكفي لأخلع لوني... عرقي... طائفتي... وملابسي الّتي أكلت من جسدي وأرجع طفلة خرجت من رحم أمها تواً لست مجنونة بما يكفي لأعشق وآوي إلى روحه وألتصق لست صغيرة بما يكفي لأضع رأسي في حضن أمي وأبكي لست كبيرة بما يكفي لأحمل همّي وهمّ أطفالي، همّ وطني وأرحل لست قويّة مجنونة صغيرة أو كبيرة لست شرقية ولا غربية أنا هاربة لست إلّا هاربة تُطالب بخلع وجه الظلم خلع وجه البؤس... خلع وجه الفقر... خلع وجع التشريد... هاربة من نفسي هاربة... لست إلاّ...

الفئة