المدة الزمنية 1:41

هل يدخل علم الفلك في التنجيم؟

179 مشاهدة
0
22
تم نشره في 2022/12/21

حكم أخذ العلم من النجوم: لا يجوز شرعا اقتباس علم غيبي من النجوم، و لا يجوز اعتقاد صدق ما ينسبه المنجمون إلى أبراجها، و لو على سبيل مجرد الاستطلاع؛ و كذلك لا يجوز متابعة هذه الأبراج و لا مطالعتها بزعم محاولة التعرف على سمات الشخصية و ما إلى ذلك مما انتشر بين الناس للأسف بسبب قلة العلم الشرعي في كثير من الأوساط. و سبب تحريم اقتباس العلم من النجوم هو أنه شعبة من السحر و الكهانة يستدرج الشيطان الناس إليها تحت مسميات أخرى ليرديهم و ليلبس عليهم دينهم. و معلوم أن الأدلة المتواترة (من القرءان الكريم و السنة النبوية المطهرة و ءاثار الصحابة - رضي الله عنهم - و التابعين لهم بإحسان) تصرح بأن السحر من نواقض الإسلام و من الموبقات (أي كبائر الذنوب المهلكات). فلا يحل أخذ علم غيبي من النجوم بأي صورة من الصور و لا بأي وجه من الوجوه. إنما يستفاد من النجوم بالمشاهدة البصرية فقط، من أجل تحديد اتجاه القبلة و السفر و الإبحار و نحو ذلك، و في سياق التفكر في خلق السماوات و الأرض، و ما إلى ذلك مما دل عليه الشرع. َعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: "مَنْ اقْتَبَسَ عِلْمًا مِنْ النُّجُومِ، اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنْ السِّحْرِ، زَادَ مَا زَادَ." [سنن أبي داود (3905)] قَالَ الْخَطَّابِي - رحمه الله: "عِلْمُ النُّجُومِ الْمَنْهِيّ عَنْهُ هُوَ مَا يَدُلُّ عَلَيْهِ أَهْل التَّنْجِيم، مِنْ عِلْم الْكَوَائِن وَ الْحَوَادِث الَّتِي لَمْ تَقَع، كَمَجِيءِ الْأَمْطَار، وَ تَغَيُّر الْأَسْعَار، وَ أَمَّا مَا يُعْلَمُ بِهِ أَوْقَات الصَّلَاة، وَ جِهَة الْقِبْلَة، فَغَيْر دَاخِلٍ فِيمَا نُهِيَ عَنْهُ؛ فَأَمَّا مَا يُدْرَك مِنْ طَرِيق الْمُشَاهَدَة مِنْ عِلْم النُّجُوم الَّذِي يُعْرَف بِهِ الزَّوَال وَجِهَة الْقِبْلَة، فَإِنَّهُ غَيْرُ دَاخِل فِيمَا نُهِيَ عَنْهُ، قَالَ الله تَعَالَى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ}، وَ قَالَ تَعَالَى: {وَ بِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ}، فَأَخْبَرَ اللهُ تَعَالَى أَنَّ النُّجُومَ طُرُقٌ لِمَعْرِفَةِ الْأَوْقَاتِ وَ الْمَسَالِكِ، وَ لَوْلَاهَا لَمْ يَهْتَدِ النَّاسُ إِلَى اسْتِقْبَالِ الْكَعْبَة." [عون المعبود (8: 432)] و قال الشوكاني - رحمه الله: "هَذِهِ الْأَحَادِيثُ [يعني أحاديث النهي عن اقتباس العلم من النجوم] مَحْمُولَةٌ عَلَى النَّظَرِ فِيهَا لِمَا عَدَا الِاهْتِدَاءَ وَ التَّفَكُّرَ وَ الِاعْتِبَارَ؛ وَ مَا وَرَدَ فِي جَوَازِ النَّظَرِ فِي النُّجُومِ، فَهُوَ مُقَيَّدٌ بِالِاهْتِدَاءِ وَ التَّفَكُّرِ وَ الِاعْتِبَارِ." [فتح القدير (2: 166)] فلا يحل لمؤمن بالله و اليوم الآخر أن يطلق على نفسه لقب برج من أبراج النجوم (كالدلو و الأسد و الميزان و غيرها)، لأن هذا معناه أنه قد تورط في تصديق هذه الأبراج التي هي نوع من الكهانة و السحر اللذين يناقضان الإيمان بالله و رسوله ﷺ. و صلى الله و سلم على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين. كتبه أبو سلامة محمد بن سلامة الأثري. ----------------------------------- الملخص الجامع لبيان منهج أهل السنة و الأثر: أولا، السنة: السنة في أصل اللغة العربية هي "المنهج المتبع"، و لذلك يطلق لفظ السنة لغويا على كل ما فعله أحد، و اتبعه فيه ءاخرون؛ و منه السنة الحسنة و السنة السيئة. أما السنة في اصطلاح العلم الشرعي، فهي المنهج المتبع مما ثبت عن النبي ﷺ من قوله و فعله و صمته و تركه و صفته و إقراره، سواء كان مرفوعا إليه لفظا أو حكما. ثانيا، الأثر: الأثر في أصل اللغة العربية هو "الدليل الباقي"، و لذلك يطلق الأثر على كل ما بقي ليدل على ما كان قد حدث قبله؛ و جمع هذا اللفظ هو "ءاثار"؛ و منه ءاثار الأقدام و ءاثار الأمم السابقة؛ أي ما بقي بعدها مما يدل عليها. أما الأثر في اصطلاح العلم الشرعي، فهو الدليل الباقي مما ثبت عن الصحابة - رضي الله عنهم - من حفظ السنة النبوية و فهمها و تطبيقها، و مما ثبت عن التابعين - رحمهم الله - من نقلها و تحقيقها و توثيقها. فأهل السنة و الأثر هم أهل المنهج المتبع و الدليل الباقي؛ فمنهجهم المتبع هو منهج النبي محمد ﷺ قولا و فعلا و صمتا و تركا و صفة و إقرارا، و دليلهم الباقي هو ما ثبت عن الصحابة - رضي الله عنهم - و عن التابعين - رحمهم الله - من التعامل مع السنة النبوية حفظا و فهما و تطبيقا و نقلا و تحقيقا و توثيقا؛ فأهل السنة و الأثر هم أهل المنهج و الدليل؛ فلا يتبعون الرأي و لا الهوى، لأن الرأي سبب البدعة، و الهوى سبب الأشر؛ و الأشر و البدعة ءافتان خطيرتان متلازمتان تؤديان إلى البهتان و الضلال. فمن اتبع هواه هلك، و من خالف هواه نجا؛ لذلك قرن الله عز و جل مخافة مقامه سبحانه بنهي النفس عن الهوى، فقال تعالى: "و أما من خاف مقام ربه و نهى النفس عن الهوى، فإن الجنة هي المأوى." و على الجانب الآخر، فإن الامتثال هو بداية طريق الهداية، لأنه يورث صاحبه استقصاء الدليل الذي هو الأثر، فيعرف من خلاله السنة، فيفهم بالسنة القرءان، فيقيم بالقرءان الإسلام، فيرضى الله تعالى عنه، ثم يكون مصيره إلى الجنة؛ نسأل الله رضاه و الجنة. فنحن، أهل السنة و الأثر، نعمل على نبذ التطرف الديني و التعصب المذهبي، و نجدد المفهوم الشرعي الأصيل أنه لا قدسية لبشر بعد رسول الله ﷺ، و أنه لا اتباع و لا اعتبار لغير القرءان الكريم و السنة النبوية المطهرة و ءاثار الصحابة - رضي الله عنهم - كما نقلها و حققها و وثقها جهابذة التابعين. و ذلك لأنه لما سئل النبي ﷺ عن الناجين من الفتن عند تفرق الأمة في ءاخر الزمان قال في وصفهم: "الذين هم على ما أنا عليه اليوم و أصحابي." رواه الطبراني بسند صحيح. و صلى الله على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين. كتبه أبو سلامة محمد بن سلامة الأثري. #محمد_بن_سلامة_الأثري #أهل_السنة_و_الأثر #منهاج_النبوة #أهل_السنة #أهل_الأثر

الفئة

عرض المزيد

تعليقات - 4