المدة الزمنية 1:15:34

حرب غواصات القصبة وسراق الافكار والبرامج

بواسطة Issaoui Mustapha
3 162 مشاهدة
0
178
تم نشره في 2023/08/03

/watch/ARic_hq3ZYI3c حالة إنتظار... عند مرور القطار ولقد مررت بجميع عتبات الايام أسال عنك وأتبين طريقك والمسار.. أستطلع ملامح الناس.. أغوص في زحامهم.. وأطالع أشكال البيوت والديار .. وقفت طويلا في كل المحطات.. على نواصي الانتظار .. فمر القطار تلو القطار.. ولفّني في كل مرّة لحاف من الغبار والبخار.. وروائح المسافرين يخالطها مذاق غريب صنعه وقود القاطارات.. تغيض كلها في موجة من ضجيج عجيب.. خليط بين صرير العربات وأصوات المسافرين.. والمشرفين.. وعبث الأطفال الصغار. وتدافعت اللحظات أمامي وتوالت الايام.. كأني أطردها أو أطاردها.. تنصرف مسرعة.. تغيب عني في متاهات الماضي بلا استئذان ولا سالف إنذار.. ومرت السنوات تغادرني.. تسابق القطار.. وفعل الزمان فعله الأليم.. وتطاولت مسافات السفر والترحال بين المدائن والأمصار.. أبحث عن شيء لم أعد أعرفه.. ونصوص لم أعد أفهمها .. أسال عن شخص نسيت إسمه.. وغابت عني ملامحه.. وتبخر في ذاكرتي رسمه.. أسأل .. وأستدل.. عن ملجأ يؤويني ولا يؤذيني.. أسال عن وطن يضيع مني.. وأنا أنظر في صمت حزين.. سجين الانتظار.. يضيع.. يعبث بكيانه لقطاء الأزقة الخلفية المظلمة حيث يختلط كل شيء بكل شيء.. يبعثرون جميع حقوله الجميلة وبساتينه الغناء.. ذات الأفنان الزاهرة الفيحاء.. يدعسون بأقدامهم وبرادكهم المتوحشة جميع الورود والازهار.. ويزرعون الشوك والحرائق.. ينشرون العدم بإصرار .. أبحث عن ذاتي في كل كياني.. خوفا وجزعا.. فأجدها في عمق الحطام.. هناك خلف أكوام الركام.. والدمار.. تقاوم عواصف الجهل الجهول الأظلم .. والبطش والقهر المظلم.. وتزاحم تدفق القطيع الوضيع.. المطيع.. تتقدّم ببطء نحو بصيص نورٍ في آخر الطريق.. هناك.. تسير عكس التيار.. ربما تصل المنفذ المقدس الوحيد.. وشاطىء الفوز والانتصار.. أو ربما تنهار.. لست أدري ! ولكني مازلت أتشبث بتلابيب الصبر والأمل.. وألتزم الانتظار.. أعاند صفعات العاصفة وبردها القارس.. وأصارع أمواج الواقع المرير بكل إصرار.. أسال السائرين الى مصيرهم بصمت أسودَ كئيبٍ.. متى تخرجون من قبوركم أيها الموتى ؟ فقد طالت غربتي بينكم ! ومتى ينتهي الصمت الرهيب.. وكيف ستنتهي مسيرة الجرح الأليم الدّامي ؟ ومتى تضعون أثقال التوجس .. والخوف السخيف والانتظار ؟ وهل سيأتي يوم.. تصنعونه أنتم وابناؤكم بأيديكم.. تخلعون فيه عن ظهوركم كل هذه الأوزار ؟ والأقدار السخيفة والأقذار.. ؟؟! ومازلت أنتظر القطار..! وتلك الأيام نداولها بين الناس وخلف كل ليل بهيم كريه.. صبح بهيج يليه .. وغدا تشرق شمسنا الساطعة.. تعم بنورها الذهبي كل بلادي الجميلة الرائعه.. فتكسو أصابعه جسم الخضراء البان الفتان الجميل .. وغدا يحْرُم عندنا البكاء ويكفّ العويل وغدا تعود لبلادي بيارق النصر المبين وغدا حتما يكون الإنتصار.. بكل يقين المستشار/مصطفى العيساوي 2020/09/03

الفئة

عرض المزيد

تعليقات - 53